هوية عربية بنصف شيكل
كتب شيماء الألفي
" آبي بوكير توف" بهذه الكلمة العبرية والتي تعني بالعربية "صباح الخير" بدأ الجدال بيني وبين زميل لي في العمل فلسطيني الأصل أما الهوية......للأسف أردت أن أقول عربية ولكن.... "سليحا" أي "معذرة".
سمعت دوماً مقولة "تحدث حتى أراك" ولطالما كانت هذه الكلمات ما تؤكد حقيقة أن اللغة هي وسيلة التعريف عن الناس وليست فقط وسيلة للتعبير عنهم، فعندما يتواجد السائح العربي في بلاد الأجانب تكتشف هويته العربية بمنتهى السهولة والسرعة فور تحدثه باللغة العربية ، وحتى إذا قمنا بقياس الأمر داخل الدول العربية فنجد أن الوافد المصري على سبيل المثال بمجرد إلقائه السلام بكلمة "إزيك" واللبناني " كيفك" والإماراتي " شلونتج" تعرف هوية كلٍ منهم دون التطرق إلى الحديث عن الجنسيات بشكلٍ صريح.
إذاً اللغة هي الواجهة الرئيسية للهوية وهذا هو المبدأ الذي اختلفنا عليه أنا وزميلي الفلسطيني.
بدأ الجدال بحديثه لصديقه فلسطيني الأصل أيضاً عبر هاتفه الخلوي حيث بدأ بــ " بوكير توف" ثم أكمل باللغة العربية وكانت ضحكاته العالية مع صديقه تظهر تعودهما على مثل هذه المصطلحات مع بعضهما البعض، ولذلك اندهشت وبحرقة سألته عن سبب استخدامهما لمصطلحات إسرائيلية!!!
أجاب زميلي بمنتهى البساطة والبرود الوطني بأن ما سمعته لا يزن شيئاً مما يتناوله هو وأمثاله من الشباب خارج أو داخل فلسطين وقد تكاد محادثات الجميع الآن تتصف بندرة المصطلحات العربية وقد استرسل في ذكر بعض الأمور الحياتية الفلسطينية الأصل ولكن إسرائيلية الطابع كما في مسميات الخضروات ، التعليم، الزراعة وشؤون العمل كــ "شيمنت"، " شيمن"، "عسيس"، "بجروت"، "مونيت" و "حماموت".
صدمتي للأسف كانت في برود أعصابه وهو يتحدث عن الإجرام في حق الهوية الفلسطينية العربية المسلمة والتي يمحوها كل فلسطيني داخل وخارج حدود الوطن بــ" بوكير توف" و " عيرف توف" وأمثالهما.
الغريب في الحوار أنه برر تساهله في قضية اللغة بأنها أبسط الطرق لمحو هويتهم والدليل الذي استشهد به في القادة الفلسطنيين أنفسهم والذين يمولون مشروع الجدار الإسرائيلي ولا يزالون يظهرون بمنتهى الفجر الإعلامي ويدعون حرصهم على بقاء دولة اسمها "فلسطين" أعني كان اسمها "فلسطين"، وأكمل بحرقة وطنية لا تظهر للعيان بسبب خفة ظله وضحكاته الغير متوقفة مع الناس والتي وقتها فقط شعرت أنها مجرد ستار يخفي خلفه وجه محترق وقلب يائس من كلمة فقدت معناها في قلوب أصدقائه "كلمة وطن".
أكمل قائلاً: إن صديقي هذا الذي حدثني بالعبرية منذ قليل كان من أوائل الشباب الذين يركبون حافلة القدس عند حدوث أي مقاومة فلسطينية ضد قوى الاحتلال الصهيونية عندما كان في فلسطين، وهو نفسه الذي يعيش هنا في الإمارات ويردد بيأس: لماذا أعود إذا لم يعد هناك أي ملامح باقية لفلسطين؟ هل أعود لإسرائيل؟؟؟!!!.....
ولقد حاول زميلي زيادةً في التبرير بأنهم مجبرين على التعايش مع أمرٍ صار واقعاً وفرض عليهم من أكثر من ستين عاماً حتى الآن وذلك لأنهم تحولوا من أصحاب أرض لعمالٍ بأجرة عند رب العمل الإسرائيلي الذي لن يدفع أجورهم إلا إذا فهم معنى السؤال عنها بــ"إين كيسف" أو " ييش لخاكيسف " بدلاً من " هل لديك فلوسي؟"
ولكن يبقى سؤالي دون إجابة: لماذا هم مجبرون على تكلم العبرية لطلب المال والعدو لا يكلف نفسه نفس الجهد ليتعلم العربية ويطلب منهم إنجاز العمل؟؟؟!!
وأيضاً إذا كانوا مجبرون على تحدث العبرية مع العدو داخل فلسطين للمبررات التي ذكرها فلماذا يستخدمها هو وأصدقائه في حوار عادي وفي بلدٍ عربية خالية من الصهاينة؟؟!!
لم يجد زميلي رداً على أسئلتي كما لم يجد بدائل عربية لكثير من العبريات التي تملأ حياته اليومية وأنهى بسؤال فرض علي صمتي: "إذا كان القائد يمحو بجرارٍ وجدار فلماذا تستغربين الشعب عندما يمحو بــ"ليلا توف" و"بوكير توف"؟؟؟؟!!!!
عندما يعد القائد ما يقرب من سبعمائة وخمسين ألفاً من جيل الشباب الذي لا يميز ما بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة ولا يؤمن إلا بالقتال من أجل القائد لا الوطن!!! فماذا تتوقعين أن يبقى من فلسطين وأين سيبقى؟؟!! حتى قلوبهم لا تسعها وأنتِ تتكلمين عن اللغة؟!!........
لقد أقر زميلي اللطيف خفيف الدم في العادة بحقائق مخزية ثقيلة الدم على الدوام، حقائق قادته وبيع الهوية نتج عنها إجبار الشعب عن محو ما تبقى من هذه الهوية المزعومة التي أصبحت مجرد ذكرى في عقول شيوخ فلسطين وهم أوشكوا على توديع الحياة بما يحملونه من قصص وبطولات فلسطينية كما في "مخيم جباليا" وما يحفظونه من أسماء المدن القديمة التي اصطبغت بالإسرائيليات اسماً ومضموناً مثل " ديمرا " وهي "إيريز" حالياً، "المجدل" وهي "أشكيلون" حالياً و "بيت جرجيا" وهي "سيديروت" حالياً.
سيرحلون كما رحل "محمد جمال الدرة" "ودلال المغربي" "والشيخ ياسين" وآلاف آخرون ليتبقى لفلسطين جيل زميلي اللطيف وبوكيرتوفه معه وهم يقولون للماضي والتاريخ الفلسطيني " ليهتراؤت".
كما يبقى قادة الدولة وهم يبيعون على باب الحاخام الإسرائيلي... هوية عربية بنصف شيكل.!!!!
الكلمات العبرية ومعانيها:
عيرف توف: مساء الخير
ليلا توف: ليلة سعيدة
شيمنت: لبن دسم
شيمن: زيت
عسيس: عصير
بجروت: شهادة الثانوية العامة
مونيت: سيارة أجرة
حماموت: بيت بلاستيكي للزراعة أو دفيئة
كتب شيماء الألفي
" آبي بوكير توف" بهذه الكلمة العبرية والتي تعني بالعربية "صباح الخير" بدأ الجدال بيني وبين زميل لي في العمل فلسطيني الأصل أما الهوية......للأسف أردت أن أقول عربية ولكن.... "سليحا" أي "معذرة".
سمعت دوماً مقولة "تحدث حتى أراك" ولطالما كانت هذه الكلمات ما تؤكد حقيقة أن اللغة هي وسيلة التعريف عن الناس وليست فقط وسيلة للتعبير عنهم، فعندما يتواجد السائح العربي في بلاد الأجانب تكتشف هويته العربية بمنتهى السهولة والسرعة فور تحدثه باللغة العربية ، وحتى إذا قمنا بقياس الأمر داخل الدول العربية فنجد أن الوافد المصري على سبيل المثال بمجرد إلقائه السلام بكلمة "إزيك" واللبناني " كيفك" والإماراتي " شلونتج" تعرف هوية كلٍ منهم دون التطرق إلى الحديث عن الجنسيات بشكلٍ صريح.
إذاً اللغة هي الواجهة الرئيسية للهوية وهذا هو المبدأ الذي اختلفنا عليه أنا وزميلي الفلسطيني.
بدأ الجدال بحديثه لصديقه فلسطيني الأصل أيضاً عبر هاتفه الخلوي حيث بدأ بــ " بوكير توف" ثم أكمل باللغة العربية وكانت ضحكاته العالية مع صديقه تظهر تعودهما على مثل هذه المصطلحات مع بعضهما البعض، ولذلك اندهشت وبحرقة سألته عن سبب استخدامهما لمصطلحات إسرائيلية!!!
أجاب زميلي بمنتهى البساطة والبرود الوطني بأن ما سمعته لا يزن شيئاً مما يتناوله هو وأمثاله من الشباب خارج أو داخل فلسطين وقد تكاد محادثات الجميع الآن تتصف بندرة المصطلحات العربية وقد استرسل في ذكر بعض الأمور الحياتية الفلسطينية الأصل ولكن إسرائيلية الطابع كما في مسميات الخضروات ، التعليم، الزراعة وشؤون العمل كــ "شيمنت"، " شيمن"، "عسيس"، "بجروت"، "مونيت" و "حماموت".
صدمتي للأسف كانت في برود أعصابه وهو يتحدث عن الإجرام في حق الهوية الفلسطينية العربية المسلمة والتي يمحوها كل فلسطيني داخل وخارج حدود الوطن بــ" بوكير توف" و " عيرف توف" وأمثالهما.
الغريب في الحوار أنه برر تساهله في قضية اللغة بأنها أبسط الطرق لمحو هويتهم والدليل الذي استشهد به في القادة الفلسطنيين أنفسهم والذين يمولون مشروع الجدار الإسرائيلي ولا يزالون يظهرون بمنتهى الفجر الإعلامي ويدعون حرصهم على بقاء دولة اسمها "فلسطين" أعني كان اسمها "فلسطين"، وأكمل بحرقة وطنية لا تظهر للعيان بسبب خفة ظله وضحكاته الغير متوقفة مع الناس والتي وقتها فقط شعرت أنها مجرد ستار يخفي خلفه وجه محترق وقلب يائس من كلمة فقدت معناها في قلوب أصدقائه "كلمة وطن".
أكمل قائلاً: إن صديقي هذا الذي حدثني بالعبرية منذ قليل كان من أوائل الشباب الذين يركبون حافلة القدس عند حدوث أي مقاومة فلسطينية ضد قوى الاحتلال الصهيونية عندما كان في فلسطين، وهو نفسه الذي يعيش هنا في الإمارات ويردد بيأس: لماذا أعود إذا لم يعد هناك أي ملامح باقية لفلسطين؟ هل أعود لإسرائيل؟؟؟!!!.....
ولقد حاول زميلي زيادةً في التبرير بأنهم مجبرين على التعايش مع أمرٍ صار واقعاً وفرض عليهم من أكثر من ستين عاماً حتى الآن وذلك لأنهم تحولوا من أصحاب أرض لعمالٍ بأجرة عند رب العمل الإسرائيلي الذي لن يدفع أجورهم إلا إذا فهم معنى السؤال عنها بــ"إين كيسف" أو " ييش لخاكيسف " بدلاً من " هل لديك فلوسي؟"
ولكن يبقى سؤالي دون إجابة: لماذا هم مجبرون على تكلم العبرية لطلب المال والعدو لا يكلف نفسه نفس الجهد ليتعلم العربية ويطلب منهم إنجاز العمل؟؟؟!!
وأيضاً إذا كانوا مجبرون على تحدث العبرية مع العدو داخل فلسطين للمبررات التي ذكرها فلماذا يستخدمها هو وأصدقائه في حوار عادي وفي بلدٍ عربية خالية من الصهاينة؟؟!!
لم يجد زميلي رداً على أسئلتي كما لم يجد بدائل عربية لكثير من العبريات التي تملأ حياته اليومية وأنهى بسؤال فرض علي صمتي: "إذا كان القائد يمحو بجرارٍ وجدار فلماذا تستغربين الشعب عندما يمحو بــ"ليلا توف" و"بوكير توف"؟؟؟؟!!!!
عندما يعد القائد ما يقرب من سبعمائة وخمسين ألفاً من جيل الشباب الذي لا يميز ما بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة ولا يؤمن إلا بالقتال من أجل القائد لا الوطن!!! فماذا تتوقعين أن يبقى من فلسطين وأين سيبقى؟؟!! حتى قلوبهم لا تسعها وأنتِ تتكلمين عن اللغة؟!!........
لقد أقر زميلي اللطيف خفيف الدم في العادة بحقائق مخزية ثقيلة الدم على الدوام، حقائق قادته وبيع الهوية نتج عنها إجبار الشعب عن محو ما تبقى من هذه الهوية المزعومة التي أصبحت مجرد ذكرى في عقول شيوخ فلسطين وهم أوشكوا على توديع الحياة بما يحملونه من قصص وبطولات فلسطينية كما في "مخيم جباليا" وما يحفظونه من أسماء المدن القديمة التي اصطبغت بالإسرائيليات اسماً ومضموناً مثل " ديمرا " وهي "إيريز" حالياً، "المجدل" وهي "أشكيلون" حالياً و "بيت جرجيا" وهي "سيديروت" حالياً.
سيرحلون كما رحل "محمد جمال الدرة" "ودلال المغربي" "والشيخ ياسين" وآلاف آخرون ليتبقى لفلسطين جيل زميلي اللطيف وبوكيرتوفه معه وهم يقولون للماضي والتاريخ الفلسطيني " ليهتراؤت".
كما يبقى قادة الدولة وهم يبيعون على باب الحاخام الإسرائيلي... هوية عربية بنصف شيكل.!!!!
الكلمات العبرية ومعانيها:
عيرف توف: مساء الخير
ليلا توف: ليلة سعيدة
شيمنت: لبن دسم
شيمن: زيت
عسيس: عصير
بجروت: شهادة الثانوية العامة
مونيت: سيارة أجرة
حماموت: بيت بلاستيكي للزراعة أو دفيئة
الأربعاء ديسمبر 15, 2010 11:53 am من طرف Admin
» كيف اكون جميلة بالخضروات والفاكهة
الأربعاء ديسمبر 15, 2010 11:31 am من طرف Admin
» أُحِبُّكِ
الجمعة ديسمبر 10, 2010 3:08 pm من طرف توتا
» اعرف علاجك بنفسك
الجمعة ديسمبر 03, 2010 6:46 pm من طرف طلة قمر
» كليمات اغنية(( بعون الله ))
الخميس سبتمبر 23, 2010 9:46 am من طرف عاشق مصر
» المجتمع من حولك كيف تجدينه .......واين انت منه؟
الخميس سبتمبر 23, 2010 9:44 am من طرف عاشق مصر
» كلمات لها معنى
الخميس سبتمبر 23, 2010 9:41 am من طرف عاشق مصر
» استطيع الحلم
الإثنين يوليو 12, 2010 12:20 pm من طرف طلة قمر
» ابتسم
الأحد يوليو 04, 2010 2:38 pm من طرف طلة قمر